Wednesday, January 21, 2009

അഹ്ലുസ്സുന്നത്തിന്‍റെ വിശ്വാസം



ഈമാന്‍ എന്നാല്‍ " നാവു കൊണ്ടു പറയലും, ഹൃദയം കൊണ്ടു വിശ്വസിക്കലും, ശരീരം കൊണ്ടു അമല്‍ ചെയ്യലുമാണ്. സല്‍കര്‍മങ്ങള്‍ കൊണ്ടു ഈമാന്‍ വര്‍ദിക്കുകയും, ദുഷ്കര്‍മങ്ങള്‍ കൊണ്ടു കുറയുകയും ചെയ്യും "

കേവല വിശ്വാസം കൊണ്ടു മാത്രം ഈമാന്‍ പൂര്‍ണമാവുകയില്ല. എന്നാല്‍, മുര്‍ജിആക്കള്‍ക്ക് ഈമാന്‍ വെറും വിശ്വാസം മാത്രമാണ്. അമല്‍ ചെയ്തില്ലെന്കിലും ഈമാന്‍ പൂര്ണമാണെന്നാണ് അവര്‍ വാദിക്കുന്നത്. നാവു കൊണ്ടു പറയുക എന്ന് പറഞ്ഞാല്‍, കലിമതുതൌഹീദ് നാവു കൊണ്ടു ഉച്ചരിക്കുകയും, ആ മഹത്തായ വചനത്തിന്‍റെ തേട്ടതിനനുസൃതമായ്, തസ്ബീഹ്, തഹ്ലീല്‍, ഖുറാന്‍ പാരായണം, മറ്റു ദിക്റുകള്‍ തുടങ്ങിയവയാണ്. ഹൃദയം കൊണ്ടു വിശ്വസിക്കുക എന്ന് പറഞ്ഞാല്‍ നാവു കൊണ്ടു ഉച്ചരിച്ചു ഉറപ്പിച്ച കാര്യങ്ങള്‍ ഹൃദയം കൊണ്ടു വിശ്വസിക്കലാണ്‌. വെറും പറച്ചില്‍ മാത്രം മതിയാവില്ല എന്നര്‍ത്ഥം. പറച്ചില്‍ മാത്രമായാല്‍ അതാണ്‌ നിഫാഖ്. നാവു കൊണ്ടു പറഞ്ഞ, ഹൃദയത്തില്‍ ഉറപിച്ച കാര്യങ്ങള്‍ ശരീരം കൊണ്ടു അമല്‍ ചെയ്യാത്തവനെ 'മുഅമിന്‍' എന്ന് പറയില്ല.

മുര്‍ജിഅ 4 വിഭാഗമാണ്‌.

ഒന്നു - നാവു കൊണ്ടു ഉച്ചരിച്ചാല്‍ മാത്രം ഈമാന്‍ പൂര്‍ണമായി. ഹൃദയം കൊണ്ടു വിശ്വസിച്ചില്ലെങ്കിലും. ഇവര്ക്ക് 'കറാമിയ്യ' എന്ന് പറയുന്നു.

രണ്ടു - വിശ്വസിച്ചാല്‍ മാത്രം മതി. നാവു കൊണ്ടു ഉച്ചരിച്ചില്ലെങ്കിലും. ഇവരാണ് 'അശാഇറ'മൂന്നു - ഹൃദയം കൊണ്ടു അറിഞ്ഞാല്‍ മാത്രം മതി. വിശ്വസിച്ചില്ലെങ്കിലും. ഇവര്‍ക്ക് 'ജഹ്മിയ്യ' എന്ന് പറയുന്നു. മുര്ജിആക്കളിലെ ഏറ്റവും ദുഷിച്ചവര്‍ ഇവരാണ്.

നാല്- നാവു കൊണ്ടു ഉച്ചരിക്കലും, ഹൃദയം കൊണ്ടു വിശ്വസിക്കലും. ശരീരം കൊണ്ടു അമല്‍ ചെയ്തില്ലെങ്കിലും. ഇവര്‍ക്ക് 'മുര്‍ജിഅതുല്‍ ഫുഖഹാ' എന്ന് പറയുന്നു. മുര്‍ജിയാക്കളിലെ താരതമ്യേന ഭേദപ്പെട്ട ഇവര്‍, അമലുകളെ ഈമാനില്‍ എണ്ണാറില്ല.

الإيمان في اللغة العربية معناه : التصديق ، أي : التصديق بالإخبار عن شيء غائب ، ويكون معه ائتمان للمخبر ، أي يكون المصدق قد أمن المصدق فيما أخبر به . أما الإيمان في الشرع فهو : " القول باللسان ، والتصديق بالقلب ، والعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية " ، فليس هو مجرد التصديق كما هو في اللغة . والذين يقولون : الإيمان هو التصديق فقط ، هم المرجئة ، وهؤلاء غالطون ، فالإيمان في الشرع يتكون من هذه الأمور المأخوذة من الأدلة ، وليس هو تعريفًا اصطلاحيًّا أو فكريًّا ، وإنما هو مأخوذ من الأدلة ، مستقرأ منها . ومعنى القول باللسان : أن ينطق بلسانه بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، ينطق بذلك ويعلن به ، ويدخل فيه أيضًا كل ما ينطق به اللسان من العبادات القولية ، كالتسبيح والتهليل ، وتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل ، هذا كله قول باللسان ، وهو إيمان . وهو كذلك اعتقاد بالقلب ، فلا يكفي النطق باللسان ، فإن كان ينطق بلسانه ولا يعتقد بقلبه فهذا إيمان المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وكذلك من صدق بقلبه ولم ينطق بلسانه فهذا ليس بمؤمن ؛ لأن المشركين والكفار يعتقدون بقلوبهم صدق الرسول -عليه الصلاة والسلام- ، لكن أبوا أن ينطقوا بألسنتهم لغرض من الأغراض ، إما لحمية على دينهم ، كما أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفار قريش أن يقولوا لا إله إلا الله فقالوا : أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا فهم أبوا أن يقولوا لا إله إلا الله ويشهدوا بها حمية لدينهم وعبادتهم للأوثان ! ! فالتصديق بالقلب بدون نطق اللسان لا يكفي ، وليس هو الإيمان ، إنما هذا عند المرجئة ، والمرجئة طائفة مخالفة لأهل السنة والجماعة ، لا عبرة بقولها . وكذلك من نطق بلسانه ، وصدق بقلبه ، ولم يعمل بجوارحه ، فليس بمؤمن إلا عند المرجئة أيضًا ؛ لأن بعض المرجئة -وهم مرجئة الفقهاء - يقولون : الإيمان هو : القول باللسان والتصديق بالقلب . ولا يدخلون أعمال الجوارح في الإيمان . والمرجئة أربع فرق : أ - فرقة يقولون : الإيمان هو ؛ القول باللسان فقط وهؤلاء هم الكرامية . ب - وفرقة يقولون : الإيمان هو : التصديق بالقلب فقط ، ولو لم ينطق ، وهذا قول الأشاعرة . ج - وفرقة يقولون : الإيمان : مجرد المعرفة بالقلب ولو لم يصدق ، فإذا عرف بقلبه ولو لم يصدق ، فإنه مؤمن وهذا قول الجهمية ، وهم شر فرق المرجئة . د - الفرقة الرابعة : الذين يقولون هو : القول باللسان ، والاعتقاد بالقلب ، وهؤلاء أخف فرق المرجئة ، ولذلك يسمون بمرجئة الفقهاء . أما جمهور أهل السنة والجماعة فإنه لا بد من هذه الحقائق في الإيمان : قول باللسان ، واعتقاد بالقلب ، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، فكلما عمل المرء طاعة زاد إيمانه ، وكلما عمل معصية نقص إيمانه ، فإذا أردت أن يزيد إيمانك فعليك بالطاعات ، فذكر الله يزيد في الإيمان ، وسماع القرآن يزيد في الإيمان ؛ قال تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، وقال تعالى : وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى . وقال تعالى : وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا فدل على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . كلما عصى الإنسان ربه نقص إيمانه ، حتى ربما أدى ذلك إلى أن يكون إيمانه ضعيفًا جدًا ، يكون إيمانه مثقال ذرة أو أقل ، فيضعف الإيمان حتى يكون قريبًا من الكفر ؛ كما قال تعالى : هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ . فالمعاصي تنقص الإيمان ، فمن خاف على إيمانه من النقص تجنب المعاصي ، وإلا فليعلم أنها كلها على حساب الإيمان ، كلما عمل معصية فإنه ينقص إيمانه بذلك حتى ربما لا يبقى منه إلا القليل ، بل ربما يزول بالكلية ؛ لأن بعض المعاصي يزيل الإيمان بالكلية ، لا يبقى معه إيمان ، مثل الشرك بالله -عز وجل- والكفر به ، وترك الصلاة ، هذا يزيل الإيمان بالكلية . فهذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة .

3 comments:

  1. العبادة في الإسـلام

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله واصحبه اجمعين اما بعد


    أخي في الله ..
    أختي في الله ..
    اقرأ الموضوع .. وتلعم دينك .. فإنك محاسب يوم القيامة أمام الله تعالى ، إن لم تتعلم دينك ، ولن يكون الجهل لك عذر ، فإن العلم انتشر انتشارا كبيرا ، وأنت تعرض عنه ، فلن تعذر .


    قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ, مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ, إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}..
    فهذه الآية الكريمة .. تحدد غاية الخلق .. كما تبين الحكمة الشرعية الدينية من خلق الجن والإنس, والتي هي وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، وإفراده بتلك العبادات.
    والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
    وأصل العبادة: التذلل والخضوع .. وسميت وظائف الشرع على المكلفين عبادات لأنهم يلتزمونها ويفعلونها، خاضعين متذللين لله تعالى.
    والعبادة في اللغة من الذلة .. يقال: طريق معبد, أي: مذلل. وفي الشرع: عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف ..
    والعبادة في الإسلام .. تؤكد إقرار المرء إقراراً كاملاً بقلبه وجوارحه، وخضوعه خضوعاً مطلقاً، يطفى على كل خضوع, لله الخالق الباقي من وراء كل وجود زائل ..
    ويقوم التصور الإسلامي على أن هناك ألوهية وعبودية .. ألوهية يتفرد بها الله سبحانه .. وعبودية يشترك فيها كل من عداه، وكل ما عداه ..
    وكما يتفرد الله سبحانه بالألوهية .. كذلك يتفرد تبعاً لذلك بكل خصائص الألوهية .. وكما يشترك كل حي، وكل شيء بعد ذلك في العبودية، كذلك يتجرد كل حي وكل شيء من خصائص الألوهية ..
    فهناك إذن وجودان متميزان: وجود الله، ووجود ما عداه من عبيد الله, والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالخلق والإله بالعبيد ..
    والله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان في هذا الكون .. ليعبث أو يلهو أو يلعب، أو ليتمرد على الإنسانية .. ولم يخلق الله الإنسان ليطغى ويتمرّغ في وحل الإلحاد .. ولم يخلق الله الإنسان ليعيش في أحضان الجهل والتبعية العمياء.. قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} .. وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} ..
    فالإنسان خلقه الله وركب فيه ما ركب من قوى الإدراك والعلم والفهم والتفكير والعمل .. ليكون خليفة في الأرض .. والخلافة في الأرض ليست مجرد الملك والرياسة والقهر والغلبة .. وليس البطش بالأبرياء والزج بهم في المعتقلات وسجون التعذيب .. وليست سفكاً للدماء، وقطعاً لرءوس المؤمنين.. ولا هي كذلك دعوة إلى الإلحاد وعبادة الطواغيت .. ولا هي التسلط على الناس والتحكم فيهم بغير ما أنزل الله ..
    إذن هي القيام بمسؤلية التكليف. والتكليف حجة على المكلفين فيما يعينهم من أمر الأرض والسماء، ومن أمر أنفسهم ومن أمر خالقهم وخالق الأرض والسماء .. وهي أداء رسالة الإسلام، وتحقيق المنهج الذي رسمه الله للإنسانية, قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ..
    والخلافة في الإسلام حقيقة ضخمة، تستغرق النشاط الإنساني كله .. وتوجه النشاط الإنساني كله ..
    فهي قدرة على التفوق العلمي.. وقدرة على مواجهة التحديات الشركية, وقدرة على الصمود أمام الأحداث.. وقدرة على محارة الإلحاد والأحزاب الحمراء .. وقدرة على تحقيق الطمأنينة والأمن والعدل والخير والسلام..
    "وإن النظرة القرآنية تجعل هذا الإنسان بخلافته في الأرض عاملاً مهما في نظام الكون.. ملحوظاً في هذا النظام.. فخلافته في الأرض تتعلق بارتباطات شتى مع السموات, ومع الرياح, ومع الأمطار, ومع الشموس والكواكب، وكلها ملحوظ في تصميمها إمكان قيام الحياة على الأرض، وإمكان قيام الإنسان بالخلافة، فأين هذا المكان الملحوظ، ومن ذلك الدور الذليل الذي تخصصه له المذاهب المادية، ولا تسمح له أن يتعداه .
    والإنسان أعز وأكرم وأغلى من كل شيء مادي، ومن كل قيمة مادية في هذه الأرض جميعاً. ولا يجوز إذن أن يستعبد أو يستذل لقاء توفير قيمة مادية، أو شيء مادي. ولا يجوز أن يتعدى على أي مقوم من مقومات إنسانيته الكريمة. ولا أن تهدر أية قيمة من قيمه لقاء تحقيق أي كسب مادي أو إنتاج أي شيء مادي أو تكثير أي عنصر مادي..
    فهذه الماديات كلها مصنوعة من أجله, من أجل تحقيق إنسانيته، من أجل تقرير وجوده الإنساني .. فلا يجوز أن يكون ثمنها هو سلب قيمة من قيمه الإنسانية، أو نقص مقوم من مقومات كرامته .. .
    والإنسان أكرمه الله بالعبادة، وأمره بها ليكون صالحاً مصلحاً، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ, لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} ..
    وإذا كانت العبادة غاية الوجود الإنساني, كما هي غاية كل وجود, فإن مفهومها لا يقتصر على المعنى الخاص الذي يرد إلى الذهن، والذي يضيق نطاقها، حتى يجعلها محصورة بأنواع الشعائر الخاصة التي يؤديها المؤمن، إن حقيقة العبادة تبدو في معنيين.. أولهما عام, والأخر خاص ..
    أما العبادة بالمعنى العام .. فإنها تعني السير في الحياة ابتغاء رضوان الله، وفق شريعة الله. فكل عمل يقصد به وجه الله تعالى، والقيام بأداء حق الناس استجابة لطلب الله تعالى بإصلاح الأرض ومنع الفساد فيها، يعد عبادة, وهكذا تتحول أعمال الإنسان مهما حققت له من نفع دنيوي إلى عبادة إذا قصد بها رضاء الله .
    فالعبادة ما تكاد تستقر حقيقتها في قلب المسلم، حتى تعلن عن نفسها في صورة عمل ونشاط وحركة وبناء.
    عبادة تستغرق نشاط المسلم.. بخواطر نفسه، وخلجات قلبه، وأشواق روحه، وميول فطرته، وحركات جسمه، ولفتات جوارحه، وسلوكه مع الناس..
    وبهذا الاستغراق، وهذا الشمول يتحقق معنى الخلافة في الأرض في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأََرْضِ خَلِيفَةً..} .
    لأن الخلافة في الأرض هي عمل هذا الكائن الإنساني .. وهي تقتضي ألواناً من النشاط الحيوي في عمارة الأرض والتعرف إلى قواها وطاقاتها وذخائرها ومكنوناتها، وتحقيق إرادة الله في استخدامها وتنميقها، وترقية الحياة فيها.. كما تقتضي الخلافة القيام على شريعة الله في الأرض، لتحقيق المنهج الإلهي الذي يتناسق مع الناموس الكوني العام..
    ومن ثم يتجلى أن معنى العبادة التي هي غاية الوجود الإنساني، أو التي هي وظيفة الإنسان الأولى.. أوسع وأشمل من مجرد الشعائر, وأن وظيفة الخلافة داخلة في مدلول العبادة قطعاً..
    وإن حقيقة العبادة تتمثل إذن في أمرين رئيسيين:
    الأول: هو استقرار معنى العبودية لله في النفس, أي استقرار الشعور على أن هناك عبداً ورباً.. عبداً يُعبد .. ورباً يُعبد .. وأن ليس وراء ذلك شيء, وأن ليس هناك إلا هذا الوضع، وهذا الاعتبار, ليس في هذا الوجود إلا عابد ومعبود، وإلا رب واحد، والكل له عبيد..
    الثاني: هو التوجه إلى الله بكل حركة في الضمير، وكل حركة في الجوارح، وكل حركة في الحياة.. التوجه بها إلى الله خالصة، والتجرد من كل شعور آخر, ومن كل معنى غير معنى التعبد لله..
    بهذا وذلك يتحقق معنى العبادة.
    قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} , والعبادة هي العبودية المطلقة، معنى وحقيقة .. وكل ما يأتي به المسلم في طاعة الله فهو عبادة لذا كانت جملة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ..} كلية اعتقادية.. فلا عبادة إلا لله, ولا استعانة إلا بالله..
    وفي هذا مفرق طريق .. مفرق طريق بين التحرر المطلق من كل عبودية، وبين العبودية المطلقة للعبيد.
    وهذه الكلية تعلن ميلاد التحرر البشري الكامل الشامل.. التحرر من عبودية الأوهام، والتحرر من عبودية النظم، والتحرر من عبودية الأوضاع.. وإذا كان الله وحده هو الذي يعبد، والله وحده هو الذي يستعان فقد تخلص العبد من استذلال النظم والأوضاع والأشخاص, كما تخلص من استذلال الأساطير والأوهام والخرافات .
    أما العبادة بالمعنى الخاص: فهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.. وهي نوع من التربية على العبادة الكاملة الحقة ..
    ففرائض الإسلام تخاطب كل الجوانب في الإنسانية، وتفي بكل الحاجات، وتصحح كل الاتجاهات..
    ومن وراء كل ذلك.. نجد أن العبادات في الإسلام تدعو إلى الوحدة والجماعة، وهي أساس لوحدة التفكير، ووحدة المفاهيم الأساسية في الحياة, بل ووحدة القيم، والمقاييس الخلقية، والنظر إلى الخير والشر، والفضائل والرذائل.. وقواعد السلوك.. .
    والعبادات في الإسلام تنتهي إلى نتيجتين:
    أولاهما: الاتجاه إلى تربية الوجدان الديني الذي يجعل المؤمن بالإسلام مؤتلفاً مع غيره، ليتكون من هذا الائتلاف مجتمع إنساني متواد متحاب ..
    والثانية: أن غاية العبادات في الإسلام ليست مجرد التقوى السلبية، لأنه تتجه إلى النفع الإنساني العام، وإلى إيجاد مجتمع متحاب، غير متباغض ولا متنازع .. فعلاقة الإخلاص لله فيها أن تكون مطهرة للقلب, قاضية على الشرفية، مؤلفة بينه وبين الناس من غير مراءة ولا مغالاة ..
    ويود أن يدرك المسلمون حقيقة العبادة في الإسلام.. ويوم أن يقتنع المسلمون بأن الإسلام هو المنهج الأمثل .. ويوم أن تكون الفرائض الإسلامية عملاً بناء.. لا حركات تؤدى .. ويوم أن تكون (لا إله إلا الله) المنطلق الوحيد للمسلمين.. يومها وبكل تأكيد سوف يتحقق للمسلمين بإذن الله تعالى نجاح رائع في كل نواحي الحياة..
    والله ولي التوفيق..


    ما هو الطاغوت؟ كيف نكفر به؟ ماهي أنواعه؟ من هم رؤوس الطواغيت؟

    الحمدلله والصلاة والسلام على أشرفالأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
    ثم اما بعد ..

    تعلمون أحبتي في الله تعالى ..

    أن أول ما فرض الله على العباد هو الإيمان به والكفر بالطاغوت ، ودليل ذلك قوله تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) .فأوجب الله تعالى ، الإيمان به والكفر بالطاغوت .
    ولكننا في هذا الزمن ، آمنا بالله تعالى ، وجهلنا الكفر بالطاغوت ، بل أكثرنا يجهل هذا ولا يعلمه ، وكل ذلك بسبب انتشار الجهل بيننا ، والتكاسل عن طلب العلم والقراءة في كتب العلماء ، والاكتفاء بالملعلومات العامة الدينية ، وما إن يمتلكها أي واحد منا ، حتى بدأ يتناقش ويناقش طلبة العلم ويصارعهم في مجالسهم ، وهو لا يعلم من دينه شيء ، وقد تناسى أصل أصيل من الإيمان به ، حيث أنه لو لم يأت به لا يصير مؤمنا بالله .
    ولعل بعضنا يتسائل :
    ماهو الطاغوت ؟
    وكيف نكفر به ؟
    وماهي انواعه ؟
    ومن هم الطواغيت ؟
    فهذه أسئلة أربعة .. أطرحها بين أيديكم .. وسأجيب عليها إن شاء الله تعالى .. من أقوال العلماء - رحمهم الله تعالى -

    * السؤال الأول :
    ماهو الطاغوت ؟

    1- ( كل ما عبد من دون الله فهو : طاغوت .)
    الإمام مالك ، وغير واحد من السلف ، والليث ، وأبو عبيدة ، والواحدي ، والكسائي ، وجماهير أهل اللغة .

    2- قال الإمام مجاهد بن جبر: ( الطاغوت : الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه ، وهو صاحب أمرهم .)

    3- قال الإمام ابن القيم الجوزية : ( الطاغوت : ما تجاوز به العبد حده من : معبود ، أو متبوع ، أو مطاع ، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أن طاعة لله .)

    4- ويقول الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - : ( والطاغوت : عام في كل ما عبد من دون الله ، فكل ما عُبد من دون الله ، ورضي بالعبادة ، من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله ، فهو طاغوت .) اهـ . [ الدرر السنية 1 / 161 ]

    5- قال الإمام المحقق سليمان بن عبدالله - رحمهما الله - في شرحه على كتاب التوحيد : ( الطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ) اهـ .
    [ تيسير العزيز الحميد : 34 ] .

    6- قال الإمام عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين - رحمه الله - : ( اسم (الطاغوت) يشمل : كل معبود من دون الله ، وكل رأس في الضلالة يدعو إلى الباطل ويحسنه ، ويشمل أيضا : كل ما نصبه الناس بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله ، ويشمل أيضا : الكاهن والساحر وسدنة الأوثان .) اهـ
    [ مجموعة التوحيد : 500 ] .

    7- يقول الشيخ العلامة سليمان بن سحمان - رحمهما الله - : ( وأما حقيقته والمراد به - أي الطاغوت - ، فقد تعددت عبارات السلف عنه ، وأحسن ما قيل فيه ، كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .. ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]

    8- وقال الإمام عبدالرحمن السعدي : ( كل حكم بغير شرع الله فهو : طاغوت . ) اهـ .
    [ تيسير الكريم الرحمن 1/ 363 ] .

    9- وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى : ( الطاغوت وهو كل ما خالف حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن ما خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان واعتداء على حكم من له الحكم ، وإليه يرجع الأمر كله وهو الله . قال الله تعالى : { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } ) اهـ .
    [ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 1 / 39 ] .


    والتعريف الأكثر دقة ، والمختار ، هو تعريف الإمام ابن القيم الجوزية .




    * السؤال الثاني :
    كيف نكفر بالطاغوت ؟ ونؤمن بالله ؟



    قال الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - : ( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله ، وتتركها ، وتبغضها ، وتكفر أهلها ، وتعاديهم .
    وأما معنى الإيمان بالله : فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم .
    وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها ، وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله : " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بُرءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " . ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ]

    يقول الإمام سليمان بن سحمان : ( قال تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى } [ الزمر : 17 ] . ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه - أي الطاغوت - وجوه كثيرة .
    والمراد من اجتنابه هو : بغضه وعداوته بالقلب ، وسبّه ،وتقبيحه باللسان ، وإزالته عند القدرة ، ومفارقته ، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 502 ] .



    * السؤال الثالث :
    ماهي أنواع الطاغوت ؟



    قال الإمام سليمان بن سحمان - رحمهما الله - : ( وحاصله : أن الطاغوت ثلاثة أنواع :
    1- طاغوت حكم .
    2- وطاغوت عبادة .
    3- وطاغوت طاعة ومتابعة . )
    اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]




    السؤال الرابع :
    من هم رؤوس الطواغيت ؟



    يقول الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - : ( والطواغيت كثير ، ورؤوسهم خمسة :

    - الأول : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله ، والدليل قوله تعالى : ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تبعدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) [ يس : 60 ] .

    - الثاني : الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى ، والدليل قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلال بعيدا ) [ النساء : 60 ] .

    - الثالث : الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) [ المائدة : 44 ] .

    - الرابع : الذي يدعي علم الغيب من دون الله ، والدليل قوله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا {21} إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) [ الجن : 26-27 ] .

    - الخامس : الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة ، والدليل قوله تعالى : ( ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ) [ الأنبياء 29 ] .

    واعلم : أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت ، والدليل قوله تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ) [ البقرة : 256 ] .
    الرشد : دين محمد صلى الله عليه وسلم ، والغي : دين أبي جهل ، والعروة الوثقى : شهادة أن لا إله إلا الله ، وهي متضمنة للنفي والإثبات ، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى ، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له . ) اهـ .
    [ الدرر السنية 1 / 162-163 ]


    ..............................................
    ولا شك ولا ريب بأن حكومة الهندية طاغوتا كبيرا لمن علم و عرف ما هو الطاغوت ولكن بالاسف الشديد ان شردمة قليلة في ولاية كيرالا مثل فرقة عبد القادر المولوي و فرقة الحسين المدووري لم يعرفا حتى الان معاني المصطلحات الاسلامية ربما انهما يلبسان الحق بالباطل ليكمل بطونهما و جيوبهما

    لمزيد المعلومات راجع الكتاب " العبادة والاطاعة " لمولوى كي بي احمد بن محمد و الذي كتب في لغة المليبارية . ويقول في كتابه " هذا الكتاب يوضح و يؤكد انه لم يقل احد من العلماء معنى العبادة الطاعة."

    ويقول مولوي عمر انه ادى محاولة شديدة ليحصل على معنى العبادة في اللغة طاعة وراجع قاموس لسان العرب ولم ير معنى العبادة الطاعة. اليسوا علماء سبحان الله!

    ويقول الله تبارك وتعالى ان العبادة طاعة في معصيته ويقول " طريقة " مدوور و طريقة " اي بي عبد القادر" اطيعوا الناس ايا كان ومهما كان وليست الطاعة موضوع الاسلام وانها خارج الاسلام . ويقولون انما الاسلام الصلاة والصيام والحج ومثل . وانما السياسة والمعاملات الدنيوية خارج الاسلام وليس في الاسلام اي علاقات في الحياة السياسية. اذا ما الفرق بين شيوعيين والدنيويين و الديموقراطيين؟؟

    حسبي الله ونعم الوكيل........................



    مع خالص تحياتي
    اخوكم
    سليم بن عبدالله بن محمد الهمداني
    WWW.salimalhamadani.tk

    ReplyDelete
  2. വള്രെ ഉപകാരപ്പെടുന്ന വിവരങൾ>

    ReplyDelete

എന്താണ് നവോദ്ധാനം ?

വൈജ്ഞാനികവും, സാമുഹികവും സാമ്പത്തികവും, രാഷ്ട്രീയവുമായ തലങ്ങളിലുള്ള അഭിവൃദിയും, പുരോഗതിയും മാത്രമാണോ നാം നവോദ്ധാനം കൊണ്ടര്‍ത്തമാക്കുന്നത് ? പരിശോധിക്കപ്പെടെന്ടതുണ്ട്. ഒരു മുസ്ലിമിന്‍റെ നവോധാനത്തിന്‍റെ ആധാരം, അവന്‍റെ പാരത്രിക വിജയവുമായി ബന്ധപ്പെട്ട് നില്‍ക്കുന്നു. പാരത്രിക വിജയത്തില്‍ ലക്‌ഷ്യം വെക്കാത്ത ഒരു നവോദ്ധാനവും യഥാര്‍ത്ഥ നവോദ്ധാനമല്ല.